Sunday, May 6, 2007

المصري و ثقافة التعذيب

مش عارفة ليه بقى التعذيب جزء من التكوين الثقافي للمصري...متقولش انه نفسيا تشبع باللي بيشوفه في الأخبار و التليفيزيون و بقى العنف عنده شىء عادي...ده مبرر بس مش كفاية...أشكال التعذيب كثيرة جدا و لا تنحصر في التعذيب الجسدي فقط...فمثلا الموظف اللي مش قادر يقضي مصلحة انسان زيه غلاسة او عشان مش عاجبه شكل الغلبان اللي جاي يقضي المصلحة او مزاج سعدته مش رايق او بيفطراو يخليه يروح يختم الورقة تاني عشان الختم مش واضح او دمغة من آخر الدنيا زيادة تأكيد او..او..و فالآخر الكلمة الشهيرة"فوت علينا بكرة"...ده بيعذب الانسان ده فالبيروقراطية شكل من اشكال التعذيب...قال عليه افضل الصلاة و السلام:"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،و من يسر على معسريسر الله عليه في الدنيا و الآخرة".. بلاش ده...عربجي ماسك عصاية و بيضرب في الحمار بغل اوتلاقي شاب محترم واقف بياكل السندوتش المتين و جت قطة هلكانة تنو نو جنبه يقوم ضاربها بالشلوت..ده تعذيب...ما هو التعذيب مش مقتصر على الانسان بس..قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_"دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها و لاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض"...بلاش ده كمان...تلاقي شاب تاني واقف في حتة برضه يجيله طفل تاهت ملامحه من الغلب و الأوساخ يبيع مناديل يقوم زقه او ضاربه...!؟...اديك مثال تاني..سواق الاتوبيس اللي يشوفك واقف في المحطة في عز الحر او في المطرة و يسيبك و يمشي!!...ما ده تعذيب برضه... والعمال الغلابة اللي بتظاهروا عشان عايزين حقهم.. اللي بياخدوه قليل بس كانوا بيدبروا زي اي بيت مصري و المهم الستر بس دلوقتي الدنيا غليت و هم مش عايزين يشحتوا و عندهم كرامة ...الظلم شكل من أشكال التعذيب...والناس اللي اتحرقت عششها و بقت في الشارع و محدش سائل فيها..اللا مبالاة شكل من اشكال التعذيب...المية الملوثة و الاغذية الملوثة و اكياس الدم الملوثة..انعدام الضمير تعذيب..المعاكسات و الكلام القبيح بيسبب ألم نفسي و ده تعذيب...كليبات التعذيب اللي من كترها حاسة ان في قناة كليبات ليها هتطلع قريب..الاستخدام السىء للسلطة الممنوحة و الفقر و القهر نوع من التعذيب...ايه الرسالة من اهدار كرامة و عرض انسان محدش يقبل يتعمل فيه كدة..استعير من صلاح جاهين و اقول:أنا كل يوم اسمع فلان عذبوه....اسرح في بغداد و الجزاير و اتوه..ما اعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب...واعجب من اللي يطيق يعذب أخوه....الاهمال كمان شكل من اشكال التعذيب ...و ابلغ دليل حوادث الطرق و حادثة العبارة الشهيرة ناس عايشين في جحيم بسسبه...احنا مكناش كدة..ايه حصلنا؟..التعذيب بقى هو لغة التعامل..الأديان مبتقولش كدة..كل يوم الحوادث يطلع معظمها تعذيب و الضحايا من رضع الى عجزة... راحت فين التربية و الأصول و الدين و السلوك..فين المتعة في اني اعذب انسان او حيوان او حشرة بالكلمة او المعاملة او باليد او بالنظرة...مين انا عشان احكم بعذاب انسان او نعيمه..ياانسان ان الله يعذب من يعذبون الناس في الدنيا..انا لم احصر كل اصناف التعذيب طبعا..ياريت كل واحد يراجع نفسه مش شرط تكون شرير عشان تتسبب في عذاب شخص او كائن حي.....فكر و حاول انلا تطمس انسانيتك

2 comments:

صاحب البوابــة said...

بسم الله

نبتدي النقاش

بصي يا رنا هانم

اولاً انا اتفق معكِ تماماً ان التعذيب لصيح جزء من ثقافة المصري

لأنه ببساطه

الإنسان بينشأ وفق عادات مجتمع تتم تربية وتكوين وجدانه الثقافي منه

وطبعاً مجتمعنا بسم الله ما شاء الله

موغل في ثقافة التعذيب

زى ما انتى قلتى تماماً

لكن الحل ايه

ببساطة

زرع الإنتماء

واشاعة الإيجابية

عن طريق إقرار مبدا الثواب والعقاب

لأن زى ما انتى بتقولي اللامبالاة صورة من صور التعذيب السلبي

لكنى بعتبرها من اخطر صوره

بل تكاد تكون هي البداية الحقيقة لسلم التعذيب البدنى المادي

بإختصار يا رنا

لازم كل واحد مننا يحس ان فيه اللى هيعذبه في النهاية

هناك ثواب وهناك عقاب

وطبعاً

اشد العقاب

العقاب الأبدي النهائي

لأنه لا فكاك منه ولا إعتذار عنه !!!

تحياتي رنا

-------------

بالمناسبة انتى ممكن ترشحي اى عمل ليكي مناسب في المسابقة دي

رابط المسابقة الشهرية

انتى بتكتبي حلو وعندك افكار جديدة

http://best-post.blogspot.com/

اتمنى لكِ الفوز

نقطة مية said...

اخي صاحب البوابة....اتفق معك تماما في نقطة اقرار مبدأ الثواب و العقاب و لكن يجب ان يقره كل شخص لنفسه حتى يقيم الأمر قبل فعله اولا لأن التعذيب كالحرباءة الوانه كثيرة قد تخدع اي شخص فيجد نفسه و قد اذنب دون قصد..وثانيا غياب اولي الأمر منا عن اقراره و لا حاجة لأن اذكر لك المادة 179 و"اقلب عليك المواجع"ثالثا و الاهم هو غياب الوازع الديني عندمختلف الشرائح الاجتماعية مع اختلاف ادواره في المجتمع مما يفرخ ثقافات ناقصة او مشوهةو نفوس متعجرفة تستكبر ايذاءها في الدنيا و الآخرة