في احد الايام عديمة الملامح التي نعيشها باقتدار....
و مع بداية الشتاء و البرد الخزعبلي الذي ينخر في العظام...
شرعت الوالدة العزيزة في اخفاء كل متعلقات الصيف و التنقيب و استخراج كل ما هو ثقيل و غامق
(ولا اقصد ايامنا المقبلة)..
ولا ادري سبب انتظارها حتى نخرج من البيت حتى تغير شىء... كنت في طريق العودة الى البيت و انا اتأمل البشر في الشارع و قد زادهم البرد اكتئابا..و المتشردين الذين يلتحفون ببطانية الحزب الوطني بنقشتها الغريبة التي هي عبارة عن نمر (مفعوص)على البطانية..دخلت الى البيت و فتحت دولاب الملابس الخاص بي و
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت...)...... حضرت امي الى الغرفة مسرعة
(ايه يا بنتي ايه اللي اتسرق؟)فتحت دولابي على مصراعيه مذعورة(هدومي يا ماما)نظرت امي الى الدولاب الفارغ تماما بهدوء و لمعت عيناها بانتصار و ابتسمت بزهو
(اصلي شلتهم عشان احط الشتوي)و...
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت)كانت هذه اختي ..
و هرعت امي الى مكان الحادث...........
=================================
اشتد البرد...و زادت معه حملات السطو المسلح في المنزل..و دخلت البيت و انا احلم بلحافي الغالي ذو الوردة التي تصر امي على انها شجرة الزقوم!!فأربت عليه و اقول(متزعلش منها يا غالي دي ماما برضه)و الدفاية العزيزة..ووجدت امي تستقبلني بنفس النظرة المنتصرة(اللي بخاف منها)و الابتسامة الفخورة...توجست منها خيفة
(خير يا ماما..شكلك ربنا يستر عمل حاجة..بعتي الشقة ولا ايه؟)
(اصلي نزلت البطاطين التقيلة من السندرة...)
(ربنا يديكي الصحة يا ماماو.......لاااااااااااااااااااا)
دخلت غرفتي لاجد لحافي العزيز قد اختفى و حلت محله بطانية النمر المفعوص!!!!!!
(ايه يا بنتي...مش احسن من لحافك)
(بعتي القضية يا ماما...بعتيها ببطانية...و لحافي دفع التمن...لااااااااا)
(قضية ايه يا بنتي؟)
(دي بطانية الحزب الوطني)
(حزب ايه و هو الحزب الوطني هيوزع بطاطين غالية زي دي؟ده انا جايباها من ابوظبي ..دي تشابه في النقشة بس امسكي شوفي تقيلة ازاي و ناعمة ..دي محترمة)
نظرت الى النمر الذي داسه نص نقل بمقطورة و اغرورقت عيناي بالدموع
(ولحافي يا ماما...رميتيه؟انا مش عايزة البطانية دي..وهو الحزب
الوطني وصل ابوظبي ازاي؟!.قلبي ميسمحليش اتغطى بيها بما اني معنديش بطاقة انتخابية)
لمعت عيناها "ربنا يستر"و قالت(لحافك غسلته و وديته تنضيف عند المغسلة و اديته لدار الايتام اللي جنبنا..اهو تبقى صدقة جارية ليكي)
=================================
اعلنت اضرابا على البطانية و حدادا على اللحاف الفقيد...و ازداد حزني عليه و شعوري بالبرد خاصة بعد رفض اخوتي مبادلة البطانية المحتلة بما يملكونه من اشكال زاهية....
و رق قلب امي علي و
(كلمي ابوكي يجبلك لحاف تاني او بطانية حلوة و هو نازل مصر الخميس و لحد ما تيجي خدي البطانية و اللحاف بتاعنا)
يا سلام على قلب الام...
(الله يخليكي يا ست الكل)
======================================
اخذت في العد التنازلي لليوم الموعود...و عاد ابي بسلامة الله الى ارض الوطن..و هو يحمل ما طال انتظاري له... و شكرت ابي و فتحت الحقيبة بسعادة بالغة و انا امني نفسي بالدفىء و الالوان الرائعة و.....
(ايه الخطوط دي؟ايه المفعوص ده؟؟؟)
توترت اعصابي و انا المح نفس النظرة اياها في عيون امي... فردت ما في الحقيبة بذعر..و
(لاااااااااااااااااااا)
البطانية
و مع بداية الشتاء و البرد الخزعبلي الذي ينخر في العظام...
شرعت الوالدة العزيزة في اخفاء كل متعلقات الصيف و التنقيب و استخراج كل ما هو ثقيل و غامق
(ولا اقصد ايامنا المقبلة)..
ولا ادري سبب انتظارها حتى نخرج من البيت حتى تغير شىء... كنت في طريق العودة الى البيت و انا اتأمل البشر في الشارع و قد زادهم البرد اكتئابا..و المتشردين الذين يلتحفون ببطانية الحزب الوطني بنقشتها الغريبة التي هي عبارة عن نمر (مفعوص)على البطانية..دخلت الى البيت و فتحت دولاب الملابس الخاص بي و
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت...)...... حضرت امي الى الغرفة مسرعة
(ايه يا بنتي ايه اللي اتسرق؟)فتحت دولابي على مصراعيه مذعورة(هدومي يا ماما)نظرت امي الى الدولاب الفارغ تماما بهدوء و لمعت عيناها بانتصار و ابتسمت بزهو
(اصلي شلتهم عشان احط الشتوي)و...
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت)كانت هذه اختي ..
و هرعت امي الى مكان الحادث...........
=================================
اشتد البرد...و زادت معه حملات السطو المسلح في المنزل..و دخلت البيت و انا احلم بلحافي الغالي ذو الوردة التي تصر امي على انها شجرة الزقوم!!فأربت عليه و اقول(متزعلش منها يا غالي دي ماما برضه)و الدفاية العزيزة..ووجدت امي تستقبلني بنفس النظرة المنتصرة(اللي بخاف منها)و الابتسامة الفخورة...توجست منها خيفة
(خير يا ماما..شكلك ربنا يستر عمل حاجة..بعتي الشقة ولا ايه؟)
(اصلي نزلت البطاطين التقيلة من السندرة...)
(ربنا يديكي الصحة يا ماماو.......لاااااااااااااااااااا)
دخلت غرفتي لاجد لحافي العزيز قد اختفى و حلت محله بطانية النمر المفعوص!!!!!!
(ايه يا بنتي...مش احسن من لحافك)
(بعتي القضية يا ماما...بعتيها ببطانية...و لحافي دفع التمن...لااااااااا)
(قضية ايه يا بنتي؟)
(دي بطانية الحزب الوطني)
(حزب ايه و هو الحزب الوطني هيوزع بطاطين غالية زي دي؟ده انا جايباها من ابوظبي ..دي تشابه في النقشة بس امسكي شوفي تقيلة ازاي و ناعمة ..دي محترمة)
نظرت الى النمر الذي داسه نص نقل بمقطورة و اغرورقت عيناي بالدموع
(ولحافي يا ماما...رميتيه؟انا مش عايزة البطانية دي..وهو الحزب
الوطني وصل ابوظبي ازاي؟!.قلبي ميسمحليش اتغطى بيها بما اني معنديش بطاقة انتخابية)
لمعت عيناها "ربنا يستر"و قالت(لحافك غسلته و وديته تنضيف عند المغسلة و اديته لدار الايتام اللي جنبنا..اهو تبقى صدقة جارية ليكي)
=================================
اعلنت اضرابا على البطانية و حدادا على اللحاف الفقيد...و ازداد حزني عليه و شعوري بالبرد خاصة بعد رفض اخوتي مبادلة البطانية المحتلة بما يملكونه من اشكال زاهية....
و رق قلب امي علي و
(كلمي ابوكي يجبلك لحاف تاني او بطانية حلوة و هو نازل مصر الخميس و لحد ما تيجي خدي البطانية و اللحاف بتاعنا)
يا سلام على قلب الام...
(الله يخليكي يا ست الكل)
======================================
اخذت في العد التنازلي لليوم الموعود...و عاد ابي بسلامة الله الى ارض الوطن..و هو يحمل ما طال انتظاري له... و شكرت ابي و فتحت الحقيبة بسعادة بالغة و انا امني نفسي بالدفىء و الالوان الرائعة و.....
(ايه الخطوط دي؟ايه المفعوص ده؟؟؟)
توترت اعصابي و انا المح نفس النظرة اياها في عيون امي... فردت ما في الحقيبة بذعر..و
(لاااااااااااااااااااا)
البطانية