Friday, December 5, 2008

البطانية

في احد الايام عديمة الملامح التي نعيشها باقتدار....
و مع بداية الشتاء و البرد الخزعبلي الذي ينخر في العظام...
شرعت الوالدة العزيزة في اخفاء كل متعلقات الصيف و التنقيب و استخراج كل ما هو ثقيل و غامق
(ولا اقصد ايامنا المقبلة)..
ولا ادري سبب انتظارها حتى نخرج من البيت حتى تغير شىء...
كنت في طريق العودة الى البيت و انا اتأمل البشر في الشارع و قد زادهم البرد اكتئابا..و المتشردين الذين يلتحفون ببطانية الحزب الوطني بنقشتها الغريبة التي هي عبارة عن نمر (مفعوص)على البطانية..دخلت الى البيت و فتحت دولاب الملابس الخاص بي و
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت...)......
حضرت امي الى الغرفة مسرعة
(ايه يا بنتي ايه اللي اتسرق؟)فتحت دولابي على مصراعيه مذعورة(هدومي يا ماما)نظرت امي الى الدولاب الفارغ تماما بهدوء و لمعت عيناها بانتصار و ابتسمت بزهو
(اصلي شلتهم عشان احط الشتوي)و...
(مااااااااااماااااااااااا..انا اتسرقت)كانت هذه اختي ..
و هرعت امي الى مكان الحادث...........

=================================

اشتد البرد...و زادت معه حملات السطو المسلح في المنزل..و دخلت البيت و انا احلم بلحافي الغالي ذو الوردة التي تصر امي على انها شجرة الزقوم!!فأربت عليه و اقول(متزعلش منها يا غالي دي ماما برضه)و الدفاية العزيزة..ووجدت امي تستقبلني بنفس النظرة المنتصرة(اللي بخاف منها)و الابتسامة الفخورة...توجست منها خيفة
(خير يا ماما..شكلك ربنا يستر عمل حاجة..بعتي الشقة ولا ايه؟)

(اصلي نزلت البطاطين التقيلة من السندرة...)

(ربنا يديكي الصحة يا ماماو.......لاااااااااااااااااااا)
دخلت غرفتي لاجد لحافي العزيز قد اختفى و حلت محله بطانية النمر المفعوص!!!!!!
(ايه يا بنتي...مش احسن من لحافك)
(بعتي القضية يا ماما...بعتيها ببطانية...و لحافي دفع التمن...لااااااااا)
(قضية ايه يا بنتي؟)
(دي بطانية الحزب الوطني)
(حزب ايه و هو الحزب الوطني هيوزع بطاطين غالية زي دي؟ده انا جايباها من ابوظبي ..دي تشابه في النقشة بس امسكي شوفي تقيلة ازاي و ناعمة ..دي محترمة)

نظرت الى النمر الذي داسه نص نقل بمقطورة و اغرورقت عيناي بالدموع

(ولحافي يا ماما...رميتيه؟انا مش عايزة البطانية دي..وهو الحزب
الوطني وصل ابوظبي ازاي؟!.قلبي ميسمحليش اتغطى بيها بما اني معنديش
بطاقة انتخابية)
لمعت عيناها "ربنا يستر"و قالت(لحافك غسلته و وديته تنضيف عند المغسلة و اديته لدار الايتام اللي جنبنا..اهو تبقى صدقة جارية ليكي)


=================================


اعلنت اضرابا على البطانية و حدادا على اللحاف الفقيد...و ازداد حزني عليه و شعوري بالبرد خاصة بعد رفض اخوتي مبادلة البطانية المحتلة بما يملكونه من اشكال زاهية....
و رق قلب امي علي و

(كلمي ابوكي يجبلك لحاف تاني او بطانية حلوة و هو نازل مصر الخميس و لحد ما تيجي خدي البطانية و اللحاف بتاعنا)

يا سلام على قلب الام...

(الله يخليكي يا ست الكل)


======================================



اخذت في العد التنازلي لليوم الموعود...و عاد ابي بسلامة الله الى ارض الوطن..و هو يحمل ما طال انتظاري له... و شكرت ابي و فتحت الحقيبة بسعادة بالغة و انا امني نفسي بالدفىء و الالوان الرائعة و.....
(ايه الخطوط دي؟ايه المفعوص ده؟؟؟)
توترت اعصابي و انا المح نفس النظرة اياها في عيون امي... فردت ما في الحقيبة بذعر..و

(لاااااااااااااااااااا)


البطانية

22 comments:

الطائر الحزين said...

حمدا لله على سلامتك
وكل عام انت بخير

ساعة البرد هنتغطى حتى ببطانية الجيش

vetrinary said...

امى بتسلم على امك وبتقولها
حرام عليكى اللى انتى بتعمليه ف عيالك ده

Anonymous said...

معلش
انها المهانة والاستهانة وايييييييييييييييه

كل سنة وانتي بألف خر وعيد سعيد ان شاء الله
وحمدالله على السلامة

صاحب المضيفة said...

كلنا بيحصل معا نفس الموقف ده


:):):):):)


كل عام وانت بألف خير وعافية ويارب السنة الجاية تكون كل احلامك تحققت يارب


تحياتي

علا من غزة said...

هههههههههههههه

يا سلام ده بدل ما تساعدي مامتك في نقل الشتوي

انا فاكرة ان طقوس تغيير الشتوي والصيفي في بيتنا دايما بيحصل على مراحل
بتلاقي الجو في فترة كدة مش مستقر على حال .. وشوية شوية هاتلاقي كم بلوزة شتوي نزلت من فوق .. قبل ما نتخذ القرار النهائي بنقل كل الهدوم :)

وحشتني هادي الطقوس :(

الحمد لله في بروكسل الجو بارد صيفا وشتاء
نفسي في شوية حر من تبعون غزة

بوست ممتع :) واهلا برجوعك للتدوين :)

تحياااااتي

أحمد فياض said...

تدوينة ظريفة فعلا ..وأرجو ألا يتسبب لك النمر في أي كوابيس..تحياتي

Anonymous said...

فى حديثه بقناة الجزيرة فى سبتمبر 2004 قال الأستاذ محمد حسنين هيكل أنه خلال الثلاثين سنة الأخيرة حصلت مصر على 150 مليار دولارعلى شكل منح وقروض وهبات .. صرف منها حوالى 12 مليار دولارعلى مشاريع البنية الأساسية وستة مليارات دولارعلى مشروع مترو الأنفاق .. ومصيرالمبلغ الباقى غير واضح !!!! أين ذهب هذا المبلغ الضخم وهو " 130 مليار دولار" ؟.....؟

ارجو من كل من يقراء هذا ان يزور ( مقالات ثقافة الهزيمة) فى هذا الرابط:

www.ouregypt.us

Fairy said...

معلش زعلتينى علشانك و خصوصا ان الجو برد و عقبال ما يحصل للمفعوص زى ما حصل للحاف بس أعزمينا على العزا

وحـــــــــــى القلم said...

معلش يا بنتى شدى حيلك
البقاء لله واحده
ربنا يعظم اجك فى الفقيد اللحاف حبيبك
ربنايعوضك باللى احسن منه وربنا معاكى بس انتى اصبرى واحتسبى
وبعدين ده حتى يديكى شجاعه
كل يوم الصبح بصيله وقولى انا شجاعه وقويه شوف فعصتك ازاى !!!
بعدين خلاص خير مدام العزيز راح ملجأ الأيتام هتخدى عليه ثواب لواحتسبتيه
وكل جو متلج وانتى طيبه

البت المشمشية حلوة بس شقية said...

مدونة جميلة ولذيذة اوى
ياريت تنورى مدونتى

Unknown said...

هم الأمهات دايما كده يفاجأونا كل شتاء

shimaa mahdy said...

حمد الله على سلامتك ، وحشتنا تدويناتك:)

تامر علي said...

السرد يحمل كل دفء المنزل والبطانية واللحاف كذلك :)

دمت بدفء

Wish I were a Butterfly ... said...

إحنا خلاص بقينا الصيف
مفيش بطانية

انت فين؟؟ و ياترى عاملة إيه؟

أتمنى تكوني بخير يا نقطة مية

Mr.ProiD said...

البوست ده من ديسمبر 2008

و احنا في يوليو 2009

انتي فين يا بنتي

تحياتي

سكوت هنصوت said...

نقطة مية فاكراني

انا مها البدري سكوت هنصوت

وحشاني اخبارك....نفسي اسمع عنك قريب

طنمنيني عليكي

حقى اهرتل said...

ربنا يحميكى من البرد حاولى تتنازلى عن بعض التفاصيل الزياده

Wish I were a Butterfly ... said...

كنت من أكتر الناس اللي احترمتها في التدوين يا سيدتي

:)

يارب تكوني بخير يا جميلة

وميــــض أمــــل said...

حضرتك ليه غبتى علينا اوى كده ؟ لعل المانع خير

Unknown said...

شكرا على المعلومات الجميلة الله ينور عليك يا استاد
ودا موقعي للزياره
http://www.mojrim.net/vb

Anonymous said...

ثقافة الهزيمة .. طيور الظلام‏

و نشرت جريدة اليوم السابع فى 26 يونيو 2011 .. وثيقة تثبت تورط عمرو موسى خلال توليه منصب وزير الخارجية، في الموافقة على إتمام صفقة تصدير الغاز إلى إسرائيل، وتشجيع وزارة البترول المصرية على سرعة إتمام الإجراءات الخاصة بها،

الوثيقة عبارة عن خطاب موجه من عمرو موسى في نوفمبر 1993 إلى وزير البترول المصري آنذاك المهندس حمدي البنبي، يتضمن تأكيد موسى موافقته على تصدير الغاز إلى إسرائيل، كما يوضح الخطاب الدور الذي لعبه عمرو موسى في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل في إطار المشروعات الإقليمية في مجالات الغاز والبترول في المنطقة ضمن أجتماعات التعاون الأقتصادي الإقليمي التي عقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في بدايات نوفمبر 1993.

ونشرت صورة ضوئية من الخطاب تثبت ما سبق، ويحمل في نهايته توقيعه .... لمزيد من التفاصيل أذهب إلى مجموعة مقالات ثقافة الهزيمة (بقلم غريب المنسى) بالرابط التالى

www.ouregypt.us

و المقال يتحدث عن بطولات أحمد شفيق الوهمية و جلاد التعذيب الدولى عمر سليمان

almthaly said...


شركة المثالية للتنظيف
شركة المثالية للتنظيف بالدمام
شركة المثالية للتنظيف بالخبر