Saturday, September 15, 2007

الطائرة الحكومية








أقلعت الطائرة
التصقت بالنافذة مودعة مصري الحبيبة
و بتحليق الطائرة شيئا فشيئا
اخذت اتأمل تضاؤل المعالم و السيارات و البشر







و توحد لون اليابسة تتخللها بعض البقع القانية موحية بوجود البشر و مراحل حياتهم...و تعلقت في ذهني تلك الحقيقة البديهية









كلما ازداد أفراد حكومتنا ارتفاعا..كلما تضاءلت ملامح الشعب في ذاكرتهم و عيونهم


...و يمر الوقت..ويزدادوا علوا..و نصبح في نظرهم تلك البقع القانية التي تلوث ثوب اليابسة...






ان افراد حكومتنا الاشاوس يتحكمون في مصر من على متن طائرة..فهم يرون مصر جميلة دائما و هادئة..لا يعكر صفوها سوى تلك البقع الداكنة..فيحاولون محوها تماما كمن ينظر الى خريطة و لا يقرأ مفتاحها..يعجبه الرسم و لكنه يتعجب من الدوائر و المربعات و باقي الرموز عليها


انهم يتعجبون فيما بينهم من شكاوى السكن و هم يتنعمون في ما يملكونه من عقارات ومنتجعات واراض واسعة



ويتندرون فيما بينهم من شكاوى العطشى و هم يتأملون النيل من شرفات صروحهم



و يستنكرون من شكاوى البطالة و هم يتفقدون مصانعهم و شركاتهم



و يستغربون من شكاوى الفقر و هم يراجعون ارباحهم و ارصدتهم في البنوك



..ببساطة انهم لا يرون سوى انفسهم
...ولا يسمعون سوى اصواتهم
...ولا يقررون الالصالحهم
..ولا يخافون سوى على مصالحهم
..انهم يلونون مصر بألوانهم هم
..كما يحبون ان يروها من نافذة الطائرة....
الطائرة الحكومية




====================================


افتقدكم جميعا و صدقوني لقد (عملت اللي ميتعملش)حتى اعود لعالم التدوين




(النت صعبة هنا و الله)




اشكر كل من تمنى لي الخير و تذكرني بكلمات رقيقة و دعاء صادق





بارك الله لكم و فيكم و كل عام و انتم بخير





رمضان كريم